الأحد، 24 أبريل 2016

رواية 'هيبتا' لمحمد صادق ، بين احتفاء القراء و انتقاد النقاد


رواية 'هيبتا' لمحمد صادق ، بين احتفاء القراء و انتقاد النقاد







'هيبتا' و تعني الرقم 7 عند الاغريق ، رواية ألفها محمد صادق ليحكي فيها عن مراحل الحب السبعة مفصلة : البداية واللقاء والعلاقة والإدراك والحقيقة والقرار وهيبتا، نستطيع ان نصفها بأنها بحث  في تفاصيل العلاقات العاطفية، أو رحلة في ثنايا الجانب العاطفي للانسان و تطوره بمختلف الأشكال عبر محاضرات يلقيها الرواي.
و قد تحولت هاته الرواية الى فيلم يحمل نفس الاسم.
نحن بصدد رواية حققت نجاحا جماهيريا واسعا، و أرقام مبيعات مرتفعة، و كالعادة، يساهم العنوان في نسبة هامة من النجاح، اضافة الى موضوع الرواية التي تتحدث عن الحب، فهو موضوع يستحق أن نقرأ ما يكتب عنه كما أن اللهجة العامية زادت من حميمية النص و جعلته أكثر قربا و أكثر قدرة على النفاذ المباشر و ملامسة عقل القارئ و قلبه.

هذا النجاح الجماهيري، لم يتعدى حدود القرّاء، فالنقاد كان لهم رأي آخر.
بعضهم لم يخفى اعجابه بالرواية و حقيقة أنها عمل يستطيع أن يخربش الوعي و العاطفة
و لكن البعض الآخر قدموا قراءة نقدية مغايرة.
الناقد أحمد شوقي قدم قراءة مختلفة للرواية في مقال له على خلفية صدور الفيلم المقتبس من الرواية، حيث قال في بداية المقال 'أوقن تمامًا بأن عنوان المقال كافٍ لأن تنصب مئات اللعنات على رأس الكاتب'.
عنوان مقاله كان 'هيبتا".. كيف تحولت رواية ساذجة إلى فيلم مقبول؟
أحمد شوقي أكد أن الرواية تعاني من ضعف واضح في اللغة و السرد، و كتب ' اللغة جوفاء آتية من عالم التواصل الاجتماعي (ومستهدفة إياه)، لا تحمل الكلمة فيها أكثر من معناها المجرد، لتسرد بشكل تقريري الحدث الذي اتفقنا على كونه سطحيًا مناسبًا للمراهقين، مدعومًا بمجموعة من العبارات المتحذلقة التي تتظاهر بفهم وتحليل أمر يدرك كل ذي عقل أنه عصيّ على التحليل حتى لمن يفوقون الكاتب خبرة وحكمة وموهبة.'

ثم انتقل الى البناء الدرامي للرواية أي خطوط السرد العريضة، ليذكر أنها تعاني من احدى أزمات السرد الساذج وهي السيمترية -التي هي التناظر الحرفي بين الموجودات- و قال 'الخطوط الدرامية الأربعة تسير بتوازٍ صارم، تنتقل من خط لآخر وفق ترتيب لا يتغير حتى لو كانت إحدى الحكايات في حاجة لاستطراد أو تحليل أوسع، ليساهم بشكل البناء في ترسيخ سطحية المضمون.'

و تلخيصا لهاته القراءة النقدية يقول أحمد شوقي :' مشكلة الرواية إذن هي ضعفها على كل الأصعدة شكلًا ومضمونًا، استخدام لغة ركيكة وسرد بدائي من أجل التعبير عن فهم ينقصه النضوج لكنه مُغلف بإدعاء فلسفة حياتية بل وقدرة على تصنيف الجميع وعلاقاتهم.'

قراءة نقدية أخرى غردت خارج سرب المهللين كتبتها علياء طلعت حملت عنوان 'هيبتا.. حين تصبح المجاملات سم قاتل!'
و منذ البداية وضحت الكاتبة انها تنقد قراء الرواية و لكنها بشكل ضمني تنقد الرواية في حد ذاتها.
رأت علياء طلعت أن الضجة التي أحدثها القراء الأوائل للرواية و خاصة أصدقاء المؤلف و محبيه، هي التي رفعت سقف توقعات القارئ و جعلته أمام عمل أدبي و فني رائع ليس له مثيل و قادر على احداث الفرق في حياة القارئ، بينما الحقيقة ان هاته الرواية لا ترقى لهذا المستوى و لا تستطيع ان تحدث الفرق.
و بالتالي -و حسب الناقدة دائما- فان القارئ سيشعر بالاحباط الشديد و الغضب حيث قالت 'من المؤكد سيشعر بالإحباط الشديد والغضب على الكتاب والكاتب وعلى وقته الذى ضيعه فى هذه الروايه وقد يكون قاسى جداً فى نقده لها ، ومن هنا يأتى الضرر الذى لم يتوقعه محبى الكاتب حين قاموا بدعايتهم المبالغ فيها ،رغم أن الراواية فى حد ذاتها ليست سيئه قدر ماهى رواية عادية.'

رواية 'هيبتا' ، عمل أدبي مرفوق بضجة اعلامية و هالة أدبية حركت الكثير و الكثير، و رغم تباين الآراء، تبقى عملا أدبيا يستحق القراءة و الوقوف عنده.

لتحميل الرواية بصيغة PDF : من هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014