السبت، 10 ديسمبر 2016

'صخب الحياة' ، رواية عن العراق بقلم سعودي

'صخب الحياة' ، رواية عن العراق بقلم سعودي





تتناول رواية "صخب الحياة" للكاتب السعودي "عبد الرزاق المانع" موضوع هجرة قسم من أهالي نجد في السعودية إلى العراق قبل أربعمئة سنة، حيث استقروا وأسسوا أعمالاً وحياة جديدة قبل أن تدفعهم ظروف الحياة للعودة مجدداً إلى موطنهم الأصلي. ورغم الكتب التاريخية التي تخبرنا عن هذه الهجرة وأسبابها ودوافعها فإن الرواية لم تتطرق إليها كثيراً، وربما تكون في طليعة الروايات التي تناقش هذا الموضوع.
تدور أحداث الرواية حول ثلاثة أشخاص يلتقون معاً في مرحلة الدراسة، وتنشأ بينهم صداقة عميقة تستمر بعد أن يكبروا ويصبح لديهم عائلات، والنقطة التي تبدأ الرواية بها هي الاستعدادات التي يقوم بها واحد منهم لاستقبال الاثنين الآخرين مع أسرتيهما في بيته حيث سيلتقون بعد غياب، "تُرى هل يصدق الاثنان في موعدهما: نجم وعبد القادر ونلتقي بعد انقطاع طويل! أربعة شهور أملتها علينا ظروف العمل والشتات، وهي أطول مدة ننقطع فيها عن بعضنا. كنا خلالها نتواصل عن طريق التلفونات الثابتة أو الجوالات والنت، (...) كنا نعتبر حضورنا في الموعد، ولقاءاتنا مناسبة ترتبط بتاريخ كل واحد منا، وبالعلاقة القديمة المترسخة في سنوات أعمارنا، بما تحمله من شجون ومسرات وآلام وهموم".
تستقصي الرواية نشأة مدينة "الزبير" العراقية وطبيعة الحياة الاجتماعية فيها قبل تسعين عاماً من خلال مجموعة من الشخصيات التي تمثّل شرائح اجتماعية متنوعة، وتتطرق إلى وصف أنماط العيش المختلفة، والعادات والتقاليد السائدة، وكيف أثّر المهاجرون من السعودية في هذه المدينة وتأثروا بها، وذلك اعتماداً على ثلاث عوائل هي عوائل الأصدقاء الثلاثة، ولكل منها حكايتها الخاصة وتفاعلاتها مع المحيط.
يؤرخ الكاتب روائياً لمجموعة كبيرة من الأحدات التاريخية في العراق، وكيف انعكست هذه الأحداث على حيوات الناس ومصائرهم، ومن أبرز المحطات التاريخية التي تتوقف الرواية عندها نشوء الأحزاب السياسية ومرحلة النظام الملكي والانقلاب عليه، ثم الحكومات التي تتالت على البلد إلى أن حلَّ عام 1963 وسيطر حزب البعث على السلطة، كما تتطرق إلى الصراعات التي كانت قائمة آنذاك، وانخراط الشباب في الأحزاب التي ساهمت سلباً وإيجاباً في تشكيل وعيهم السياسي والفكري. "ما إن سقط النظام القائم حتى أسفرت الخصومة والخلافات عن وجهها الكالح، إلى عداوات بشكل مرعب اعتمد فيها الانتقام والتصفيات الدموية، على يد الشيوعيين، أول الأمر فقد مارسوها بوحشية مع كل من أظهر معارضة لسلوكهم المتصف بالعنف ورفض الآخر. هكذا وجد نجم نفسه واحداً من هؤلاء في مراحل سبقت ثورة 14 تموز 1958 وشيئاً فشيئاً تخلى عن ممارسات طقوس تربى عليها في بلده في أقصى الجنوب وأبدى نشاطاً سياسياً باندفاع صادق".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014