الاثنين، 26 ديسمبر 2016

قيس و ليلى : قصة حقيقة أم أسطورة عشق ؟؟

قيس و ليلى : قصة حقيقة أم أسطورة عشق ؟؟


أشهر قصة عشق في الموروث الحضاري العربي هي دون شك قصة قيس الملوح و حبيبته ليلي، و بين مصدق للرواية التاريخية و مكذب لها تتغلغل هاته الحكاية عميقا في الوعي العربي، هنا نلقى نظرة على التأرجح بين التصديق و التكذيب لها.

قيس هو أحد فرسان العشق الذين يزخر بهم التراث العربي، وأكثر الرواة في نقل أخباره وأشعاره التي تدور كلها حول محبوبته «ليلى». لكنه رغم كل ذلك تحوم حوله الكثير من الشكوك، حول نسبه، وبعض أشعاره، وقصة حبه لـ«ليلى» وحتى اسمه.
لكن الأرجح، بحسب الرواة، أنه من بني عذرة ومن أشهر شعراء الغزل «العذريين» ليس نسبة لبني عذرة، وإنما لأنه التمس الحب في السماء، كعادة الشعراء العذريين، الذين يرتبط كل منهم بمحبوبة واحدة طوال حياته.
يختلف الرواة حول وجود قيس، الثقات منهم ينكرونه، فهو «قيس» عند بعضهم، و«مهدي» عند بعضهم الآخر و«الأقرع» عند فريق ثالث، و«البحتري» عند فريق رابع. وكل تلك الراويات المتضاربة ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في كتابه «الأغاني» بجزئيه الثالث والرابع. وذكر أن الرواة بالغوا في إنكار وجود قيس، حتى زعموا أن بني عامر أغلظ أكباداً من أن يعبث بهم الحب إلى هذا الحد، إنما ذلك شأن اليمانية الضعيفة قلوبهم.
اشتهر قيس بحبه لفتاة تدعى «ليلى» والمبالغة الشديدة في التأثر بحبها، حتى اقترن اسمه بها فسمّاه الناس «مجنون ليلى».
وقد أنكر طه حسين وجوده نهائيّاً، وكثف بحثه حول إثبات أنه من الشخصيات التي اخترعها الرواة اختراعاً، ونسجوا حوله من الحكايات المثيرة الجذابة، ما جعل أخباره، خصوصاً المتعلقة بليلى، محل اهتمام العامة. فقال في كتابه حديث الأربعاء: "وأزعم أن قيس بن الملوح إنما هو شخص من هؤلاء الأشخاص الخياليين، الذين تخترعهم الشعوب لتمثيل فكرة خاصة، أو نحو خاص من أنحاء الحياة، بل ربما لم يكن قيس بن الملوح شخصاً شعبياً كجحا، إنما كان شخصاً اخترعه نفر من الرواة، وأصحاب القصص، ليلهوا به الناس أو ليرضوا به حاجة أدبية أو خلقية".
ويضيف: "ماذا تقول في رجل لا يتفق الناس على اسمه، ولا على نسبه، ولا على الخطوب التي امتلأت بها حياته؟! إنما يختلفون في ذلك الاختلاف كله! بل ماذا تقول في رجل لا يتفق الرواة على أنه وجد، ولا يروون عنه ما يضاف إليه من الأخبار إلَّا متحفظين؟ بل ماذا تقول في رجل يريد أبو الفرج الأصفهاني أن يروي أخباره لأن شروط كتابه «الأغاني» تضطره إلى ذلك، فيعلن ويبالغ في الإعلان أنه يخرج من عهدة هذه الأخبار ويتبرأ منها، ويضيف هذه العهدة إلى الرواة الذين ينقل عنهم، وأنت تعلم أن رواة العرب «رواة القصص والسير» لم يكونوا يتشددون في الاحتياط، ولا يبالغون في الحذر. وكثيراً ما كانوا يروون غير الصحيح ويثبتون غير الحق. فإذا كانوا على هذا الإهمال والضعف، ينكرون وجود قيس أو يشكّون فيه ولا يتفقون على اسمه وصفته وظروف حياته، أفلا يكون من الحق علينا أن نتحفظ كما تحفظوا، ونشك على نحو ما شكوا؟"

و بالتالي و حسب عميد الأديب العربي فان هاته القصص هي محض نتاج الخيال العربي المتوهج و المتعطش لهذا النوع من القص العاطفي، و رغم ذلك لازال لقيس و ليلى حفاوة و أي حفاوة !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014