الأربعاء، 13 أبريل 2016

أدب السجون : على خطى المعذبين خلف القضبان

أدب السجون : على خطى المعذبين خلف القضبان


خلف القضبان، حياة تعج بالمشاعر المكبوتة و الاحلام و كثير من العذاب و الواقع المرير،
فالسجن تجربة قاسية تمتد آثارها طويلا و قد تدوم بقية العمر بعد أن يرى السجين النور.

لعل التجربة مشتركة بين جميع السجناء، و لكن المختلف هو النظرة اليها و طريقة التعامل
مع تأثيراتها المتعددة، و يعود ذلك الى اختلاف المستوى العلمي و الثقافي خاصة،
و يعد سجناء الرأي -وهم كثيرون في عالمنا العربي- أكثر من يستطيع تخليد هاته التجارب
عبر كتابة روايات هي وحي و صدى لفترة الأسر المريرة، هاته الكتابات هي ما اصطلح
على تسميته بأدب السجون و لاحقا لم يعد أمر هذا النوع الأدبي يهم السجناء فقط،
بل أضحى نمطا روائيا خاضه كثيرون ممن لم يدخلوا السجن و لكنهم أدخلوا أقلامهم و عقولهم اليه.

برزت الى النور كثير من الأعمال الأدبية التي تخوض عمار تجربة السجن،
و تحاول أن تنطق المسكوت عنه من ممارسات لا انسانية و تعذيب رهيب
يتعرض له السجناء. و في ما يلي سأعرض عليكم قائمة بأشهر هاته الروايات :

1 - 'يا صاحبي السجن' - أيمن العتوم - الأردن :
يصف الكاتب في روايته ما حل به أثناء الفترة التي قضاها في السجن كمعتقل سياسي بين عامي 1996 و 1997.

“أخطر ما في السجن أن تفقد احترامك لذاتك، لأنك إن فعلت صارت رقبتك بيد جلادك، وصرت تتقبل منه الصفعة في وجه الكرامة على أنها قبلة في خدّ الرضي"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



2- 'خمس دقائق و حسب .. تسع سنوات في سجون سورية' - هبة الدباغ - سوريا
قيل لهبة أنها مطلوبة لخمس دقائق ، هذه الدقائق غدت تسع سنوات في سجن المزة العسكري، ترجمتها الكاتبة الى هذه الرواية التي تعد أول تجربة نسوية في عالم ادب السجون.
"وقتها ارتدّ بي البصر إلى دمشق عام 85 وعُدّت بالذاكرة إلى ليلة رأس السنة في بيتنا بالبرامكة قبل تسع سنوات بالتحديد، ليلة أن اصطفت سيارات المخابرات على طول الشارع في منتصف الليل، وسألنى رئيسهم أن أذهب معه خمس دقائق وحسب، فانتزعوني من الحياة تسع سنوات كاملات، دون أن أعرف سببا لذلك إلى اليوم!"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3- القوقعة – يوميات متلصص - مصطفى خليفة - سوريا
عاد الكاتب من باريس ذات سنة من شباب عمره الى سوريا ليجد نفسه خلف القضبان، و خرج بعد 13 سنة ليكتب هاته الرواية المؤلمة حد البكاء، فقد اتهم بالانتماء الى التيار الاسلامي رغم انه مسيحي.
'من هو أول سجين في التاريخ؟ من الذي اخترع السجن؟ ... كيف كان شكل السجن الأول؟ هل هناك سجين واحد في كل العالم، في كل الأزمان، في كل السجون، قضى في السجن عاماً واحداً أو أكثر، ثم عندما يخرج يكون هو...هو؟'

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- تزممارت: الزنزانة رقم 10 - أحمد المرزوقي - المغرب
20 عاما قضاها المرزوقي في معتقل تزمامارت المغربي اثر اعتقاله بعد محاولة انقلاب فاشلة سنة 1971 ، ليخرج سنة 1991 و يدون هذا العمل الروائي ليصف لنا العذابات التي قاساها هو ورفاقه، بدءاً بكمية الطعام القليلة ونوعيته السيئة، مروراً بالأمراض والأوبئة التي كانت تنتشر بينهم بسبب قلة النظافة وانعدام العناية الصحية، وانتهاءً بليالي البرد الشديدة.
'الانتحار، أليس هو الخلاص الوحيد من عيش كنا نموت فيه ونبعث بعدد الساعات في اليوم… فناهيك بالليل؟ وما أن كانت تغيب تلك الفكرة القاتمة عن أذهاننا لحظة حتى تأتي فكرة أخرى لتهمس لنا شيئاً من الأمل: ماذا لو انتحرنا اليوم وجاء الخلاص غداً في أي شكل من الأشكال؟ ألن يكون ذلك خسراناً مبيناً في الدنيا والآخرة؟'

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5- 'برج الرومي' - سمير ساسي - تونس
بعد 10 أعوام قضاها في السجن، استطاع السجين السياسي السابق تدوين تلك الفترة في روايته 'برج الرومي' التي قضاها في سجن تونسي يحمل نفس اسم الرواية و يعد أسوأ  السجون سمعة.
' عالم مجتزأ من سياق التاريخ ومن رحابة المكان تدور أحداثه المؤلمة خارج التقاليد والعرف والقانون وبعيدا عن أعين المؤرّخين والمثقّفين وعامة الناس، وأيّ وجع أوجع من أن لا يسمع توجّعك أحد؟ وأيّ غربة أوحش من أن تجد ذاتك كلّها غير مستساغة وغير مقتربة؟ وأيّ عناء أثقل من أن لا يجد المرء لنفسه ملامح هوية يتقاسم بها مع الآخرين مكانا وأزمنة؟'







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قالب تدوينة تصميم بلوجرام © 2014